الأنشطة والفعاليات

 img

ورشة عمل المسرح في حضرموت (الماضي - الحاضر - المستقبل)

2022/6/17
181 مشاهدة
image
ورشةٌ نظّمها قسم المسرح بمؤسسة حضرموت للثقافة بالتعاون مع مكتبي الثقافي بوادي وساحل حضرموت، حضر فيها كوكبة من المثقفين والأكاديميين والباحثين والمسرحيين ممثلين ومخرجين وكتّاب سيناريو مسرحي والمهتمين بالمسرح لمناقشة وضع المسرح في حضرموت بالحديث المستفيض والعصف الذهني والمناقشات المتتالية لموضوعات المسرح وشؤونه خلال يومين.
بعد الترحيب لكل من حضر.. بدأت الورشة بكلمة من المدير التنفيذي الأستاذة شروق الرمادي لتبدي شكرها لمكتبي الثقافة لتعاونهما وحرصهما على الثقافة والمسرح بالتحديد، وتحدثت فيها عن أهمية هذه الورشة لما لها من أبعاد مستقبلية ستسهل وضع الخطط الاستراتيجية والبرامج للنهوض بالمسرح، واستمرارية نشاطه كما كانت تزخر به حضرموت.
وقدّم أيضاً الأستاذ ماهر بن صالح مدير مكتب الثقافة بساحل حضرموت كلمة عن مكتبي الثقافي بوادي وساحل حضرموت آملاً أن تصل هذه الورشة إلى أهدافها وهي النهوض بواقع المسرح في حضرموت من خلال استيعاب تاريخ المسرح ومن ثمَّ تشخيص واقعه واستشراف المستقبل بناءًا على ما سيتم العمل عليه في هذه الورشة، مبديًا سعادته بالشراكة مع مؤسسة حضرموت للثقافة وأبدى شكره لرئيس مجلس المؤسسين المهندس عبد الله أحمد بقشان.
وقد تم تقسيم الورشة إلى ثلاثة محاور وهي كالآتي:
المحور الأول: تاريخ المسرح في حضرموت:
استعرض فيه الباحث الأستاذ عبد القادر بصعر ورقة بحثية بعنوان (إضاءة من تاريخ المسرح في حضرموت – المكلا نموذجاً) بدأ فيه بمقدمة بارزًا فيها أهمية المسرح في حل كثير من الاختلالات الاجتماعية كالفساد والمخدرات وغيرها، وبالمقابل تعزيز القيم النبيلة وترسيخها، لأن المسرح يستطيع التأثير على كل فئات المجتمع.
ثم بدأ بالسرد التاريخي للمسرح في اليمن أولًا الذي دخل في العام 1904م في مدينة عدن، ودخل حضرموت في العام 1940م وذكر الباحث المحطات التي برز فيها المسرح سواءًا كان عبر المدارس أو الأندية أو الفرق المسرحية التي تشكّلت في تلك الحقبة.
ونوقشت الورقة البحثية، إذ تم توزيع الحضور على خمس مجموعات، قدّمت كل مجموعة سلسلة من الملاحظات والتعقيبات والنقد عليها لتتّضح الرؤية أكثر وتتّسع أبعادها فيما يخص تاريخ المسرح في حضرموت. وفي خضمِّ ذلك قدّم الدكتور عبد القادر باعيسى قراءة نقدية للأستاذ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بكير بعنوان (بين الأمل والألم) وهي قراءة لمسرحية كتبها وأخرجها الأستاذ سعيد عوض باوزير وعُرضت حينها بالمدرسة الوسطى في غيل باوزير. والنص يتحدّث عن تفشّي الأمية وتأثيرها على الشخص المتعلم، إذ كانت تلامس واقعاً وتمضي به نحو أفق أكثر تحضّراً بالاهتمام بالعلم والمعرفة.
المحور الثاني: تشخيص واقع المسرح في حضرموت
قدّم في هذا المحور الأستاذ أحمد بن دويس مدير مكتب الثقافة في وادي حضرموت عن مكتبي الثقافة بوادي وساحل حضرموت ورقة إحصائية تساعد في تشخيص الواقع المسرحي في حضرموت تتمثل في عدد الممثلين والمخرجين والكتّاب وعدد المسارح الموجودة ومدى آهليتها وغيرها، كما وضّح خلال كلمته صعوبة عمل المكاتب في ظل شحّة الإمكانيات لقيام المكاتب بأعمالها على أكمل وجه، إلّا أن هناك أملًا للنهوض بواقع الثقافة والمسرح بالتحديد، ثم استطرد الدكتور علي حسن العيدروس بأن هناك فرق تعمل خارج الإطار الرسمي تصعّب الحصول على إحصائيات دقيقة، والأرقام الموجودة توضّح أن المسرح في حضرموت في حالة ركود، والمسرح الشعبي هو المهيمن في المناسبات والأعراس.. وكذا يأمل من هذه الورشة تشخيص الواقع جيداً حتى يكون بالاستطاعة الوصول لعلاج صحيح.
ونوقشت الورقة ووضِعت التعقيبات والآراء والملاحظات وأسباب الركود، من المسارح وبُنيتها ومدى تحقيق المعايير العالمية للمسارح فيها إلى الممثل والمخرج وكاتب النص المسرحي وكذلك الفرق الموجودة. وتمَّ في ذلك نقاشٌ مستفيض لنقاط الضعف والأسباب التي أدت لهذا الركود والتراخي، كما أن هناك إشادة للمسرح الكوميدي الذي حافظ على المسرح في حضرموت حتى الآن، وتم تلخيص هذه الأسباب على شكل نقاط ليتم حلحلتها.
المحور الثالث: التوصيات النهائية للمسرح في حضرموت:
في هذا المحور ظلّ التقسيم لخمس مجموعات حاضرًا لتقدّم كل مجموعة، عددًا من الحلول والتوصيات للنقاط التي تم الاتفاق عليها كأسباب أدّت وتؤدّي لعرقلة المسرح في وضعه الحالي وإعاقته عن النشاط والتقدم، لتذييلها وحلحلتها، وهو الأساس للنهوض بالمسرح وإعادة نشاطه في حضرموت. وتمَّ في ذلك حوار مستفيض لكل مجموعة بما قدمت من حلول وتوصيات نهائية ستترجم مستقبلاً على شكل برامج ومشاريع، وفي الآتي تلخيص لاتجاهات التوصيات النهائية للنهوض بالمسرح:
* الوضع المسرحي الراكد من البحث والتحليل وغياب الاستراتيجيات الثقافية المتكاملة لعمل المسرح.
* غياب التوعية بالمسرح مجتمعيًا.
* ضعف التوثيق والعرض المسرحي.
* ضعف التدريب والتأهيل للفرق والنقاد المسرحيين.
* غياب التنظيم والدعم للمهرجانات والأنشطة المسرحية الدورية.
* ضعف الشراكات بين المؤسسات المعنية بالمسرح لرفع مستوى الأداء.
وختامًا لا يسعنا سوى شكر من حضر وقدّم وأعطى في هذه الورشة ونثمّن جهودهم وصبرهم وحرصهم على تحقيق أهدافها، آملين أن تثمر بوضع الخطوط العامة والمسارات المحددة للنهوض بالمسرح بناءًا على ما قُدّم فيها، آملين أيضًا أن تثمر الشراكة مع مكتبي وزارة الثقافة بوادي وساحل حضرموت.